الغوط في منطقة وادي سوف الواقعة بالجنوب الشرقي
للجزائر وهو عبارة عن منخفض سحيق بين الكثبان الرملية بعمق من 16 الى 40 مترا و قطر
يصل من 80 الى 200 متر يحفره الفلاحون من أهل سوف الذين طالما استغلوا هذه المنخفضات
لغراسة النخيل نظرا لقربها من المياه الجوفية فتصبح النخلة تمتص الماء من الطبقة الجوفية
دون أن يسقيها الفلاح، وقد عرفت هذه العملية في المنطقة بطريقة (البعلي) فيمكن لأي
مواطن بمنطقة وادي سوف قديما أن يغرس النخيل بالغيطان ويسافر إلى عمله بمنطقة أخرى
بعيدة، فنخيله لا يحتاج إلى سقي، ويعود إليه في فصل الربيع لتأبيره وفي فصل الخريف
لجني غلته.
وتتم عملية إبداع الغوط عن طريق رفع الرمل على الظهر
بالقفة أو عن طريق الحمير والبغال، وهي عملية متعبة جدا، لكن الأباء والأجداد بعزمهم وجدهم وحبهم للأرض وتعمير المنطقة أبدعوا
الغيطان التي تعد مفخرة للمنطقة ودليل على الذكاء والتحدي.
هو نمط زراعي خاص بمنطقة وادي سوف، جرى اعتماده
من قبل المنظمة العالمية للتغذية “الفاو” كتراث زراعي عالمي سنة 2011
اين ترتسم في مخيلتك وأنت تشاهد
هذه الرمال أنك أمام جنة خضراء بوسط الرمال الذهبية، ويزداد جمال هذا المنظر عند غروب
أو شروق الشمس، حيث تشاهدها بين أشجار النخيل وبداخل الكثبان، حتى أن منظمة “الفاو”
صنفته كمعلم سياحي يعنى بالدعم نظير جماله الخلاّب وذلك بغية إنقاذ ثروة نخيل الأهرام
المقلوبة كما سماها الرحالة الاوروبييون من الضياع.
كانت واحات النخيل الموجودة في عمق الصحراء، في
زمن قريب في السبعينيات والثمانينيات مقصد العشرات من السياح الأجانب، بسبب جمالها
الطبيعي لكون زراعة النخيل تعتمد على الطرق التقليدية، ولا يوجد أثر لأية آلة أو كهرباء،
ولا توجد إلا الحياة البدائية التقليدية البسيطة.
و ذكر الدكتور خليفة قعيد (باحث مختص في التراث ) بأن العدد الإجمالي لغيطان
النخيل بمنطقة سوف غداة الإستقلال كان يقدر بـ9.600 غوط ، إلا أن العديد من العوامل
التي طرأت على هذا التراث الزراعي أثرت سلبا على إستمرار تواجده، منها ظاهرة صعود المياه
، بالإضافة إلى الإهمال ، وأيضا تحويل عدد من الغيطان إلى مفارغ عمومية للقمامة ، مما
تسبب في القضاء على 7.000 غوط كأقل تقدير ، ولم يتبقى من ثروة الغيطان حسب آخر إحصائيات
منظمة "الفاو " سوى 2.600 غوط.
Commentaires
Enregistrer un commentaire